الرموز فى الحركة الكشفية وأهميتها التربوي

الحركة الكشفية منذ نشأتها استخدمت مجموعة من الرموز أو أو ما أطلق عليه بادن باول فى أول طبعة لكتاب “الكشفية للفتيان” سنة 1908 كلمة Codes ، أى الرموز التى تتخذها أى أمة أو مجموعة من البشر ، كتقاليد الساموراى فى اليابان ، والفروسية لإوربا فى العصور الوسطى ، والشجاعة والكرم عند العرب ، وتقاليد قبائل الزولو فى أفريقيا ...الخ ، وما يسمى فى عناصر الطريقة الكشفية حاليا بالإطار الرمزى Symbolic Framework ، ويقصد بهذه الأفكار أو الرموز أنها وسائل أو أساليب أو طرق نستخدمها ، أو ادوات تربوية تهدف إلى تربية أفضل للفتية والشباب ، وليست قوالب جامدة نشغل أنفسنا بمدى ثباتها أو تغيرها ، فالأهم فى الموضوع هو الأهمية والضرورة التربوية لهذه الأطر الرمزية ومدى ملائمتها لكل مرحلة سنية ، ومدى ارتباطها بواقع كل دولة ، وكل جمعية كشفية ، بل وكل منطقة أو محافظة أو إقليم ، أو حتى مجموعة أو فرقة كشفية

حتى هذه اللحظة أخشى أن يكون كلامى عبارة عن طلاسم ولوغاريتمات ، ولكننى سأوضح ما أقصده من خلال تناول بعض نصوص الوعد والقانون الكشفى :

النص الأصلى الأول لوعد الكشافة ، هو النص التالى :
Traditional Scout Promise

On my honor I promise that I will do my best:
To do my duty to God and my country;
To help other people at all times;
To obey the Scout Law.

أما النص الأصلى لقانون الكشافة فقد كان مكوناً فى البداية من عشرة بنود هى :
Traditional Scout Law

1.A Scout’s honor is to be trusted.
2.A Scout is loyal.
3.A Scout’s duty is be useful and to help others.
4.A Scout is a friend to all, and a brother to every other Scout.
5.A Scout is courteous.
6.A Scout is a friend to animals.
7.A Scout obeys orders.
8.A Scout smiles and whistles under all difficulties.
9.A Scout is thrifty.
10.A Scout is clean in thought, word, and deed.

وبعد ذلك أصبح لكل دولة أو جمعية الحق فى إضافة أو تعديل هذا النص بشرط ألا يتجاهل المبادئ الكشفية الأساسية وهى :
الواجب نحو الله ( حسب معتقد كل دولة أو مجموعة دينية أو روحية )
الواجب نحو الوطن (أو الملك باعتباره رمزاً للوطن)
الواجب نحو المجتمع
الواجب نحو الذات

وبذلك فكل دولة لها الحق فى وضع نص يناسب قيمها ومعتقداتها وتقاليدها الخاصة فى إطار الأسس والمفاهيم الكشفية المتعارف عليها عالمياً .

ما قصدته من هذا العرض أن أوضح انه ليس مهما أن نختلف إذا كان أكيلا أو إبن عمه أوبنت خالته قد غير اسمه أم لا ، أو أن الصيحة الكبرى موجودة أم لا ، وحتى لو أصبح هناك صيحة صغرى أو نص نص ، كل هذا غير مهم فى ذاته ، المهم أن نعرف ان هذه الرموز يتم استخدامها لأهداف تربوية معينة ، وكل رمز أو إطار رمزى هدفه التربية أولا وأخيراً ، كأن يحث على الشجاعة أو حسن التصرف أو رهافة الحس أو سرعة التلبية .... الخ .

مثلاً إذا قلنا للشبل " اصنع معروفا كل يوم " ، فليس الهدف هو صنع المعروف فى حد ذاته ، بل الهدف التربوى هو : تعويد الطفل على عمل الخير ، وحب الآخرين ، والارتباط بالمجتمع من حوله ، فينشأ فى بيئته كعضو فعال وغير أنانى وغير منعزل ، ويتسم بالالتزام فى أداء الواجب المطلوب منه ( كل يوم ) ... الخ

ولذلك فاننى أرى ان تساؤل القائد ، رغم وجاهته ومشروعيته وأهميته ، عن شعار مرحلة الأشبال وهل تغير أم لا ، فالمهم ان الشعار لم يصبح مثلاً " إدينى فى الهايف وانا احبك يا فانانس ) كما ورد فى أحد الأفلام المصرية ، أو لم يعد شعارالكشاف "فتح عينك تاكل ملبن" ، كما ورد فى أوبريت الليلة الكبيرة ، فهذه المفاهيم والقيم السالبة ( رغم أنها موجودة لدى البعض للأسف الشديد ) تتعارض تماماً مع ما تحثنا عليه وتدعونا إليه الحركة الكشفية للتحلى بالقيم والسمات القويمة والمعتدلة .

كما انه ليس مهما فى رأيى أن نعرف إذا كان شعار ما قد تغير أم بقى كما هو ، فالمهم أن الحركة الكشفية تقوم بدورها الأساسى : ألا وهو : التربية ، ثم التربية ، ثم التربية .

نقطة أخرى لابد أن نفكر فيها جيداً وهى الانتماءات داخل كل جمعية كشفية ، ما بين الفتيان أو الجوية أو البحرية ، وأقول ذلك وأنا عضو بجمعية فتيان الكشافة ولم أتركها يوما منذ ما يزيد عن ثلاثين عاماً ، ورغم ذلك فليس لدى أى مشكلة فى أن ينضم أى ابن أو أخ أو زميل لجمعية من الجمعيات الثلاثة ، لكن المهم أن تقوم كل جمعية بدورها التربوى المنوط بها ، ولذلك فليست خسارة كما علق أحد الإخوة أن ينتقل شبل من جمعية لأخرى ، انما المهم ان انتقاله كان لمبرر وجيه ، أو سيعود عليه هذا الانتقال بفائدة تربوية مؤكدة ، تساهم فى تربيته تربية قويمة وتساهم فى إسعاده وتطلعه للحياة .