"مش هخلي الدبان الأزرق يعرفلك طريق جثة" ..عبارة كثيرا ما نسمعها أو نرددها سواء بالجد أو بالهزل عندما نهدد به شخصا ما بالانتقام منه ولكن هل فكرت يوما ما أن تعرف حقيقة سلاحك الذي تهدد به وهو الذباب الأزرق وما العلاقة بينه وبين الجثث.
الإجابة وجدناها عند الدكتور علي رسمي الأستاذ بالمركز القومي للبحوث بالقاهرة د.علي رسمي صاحب نظرية توظيف العناكب والذباب في مهام أمنية بوليسية ليقدم لنا الدليل العلمي على هذه العلاقة وأثبت أن الذباب الأزرق ليس وحده المعني بالجثث وإنما العناكب أيضا يمكنها أن تحدد متى وكيف حدثت الوفاة.
التقينا بالدكتور رسمي فأكد انه منذ ثلاث سنوات كان مدعوا في أحد المؤتمرات التي أقيمت في أستراليا في محاضرة عن الذباب يلقيها أحد العلماء الأمريكان وكان من المقرر أن يعود بعدها للقاهرة ثم فوجئ بضابط من المباحث الفيدرالية الأمريكية يجلس بجواره وسأله عن سبب حرصه على الاشتراك في مؤتمر علمي فشرح له أهمية الذباب في عمله وأعطاه بعض المواد العلمية والنشرات.
ويضيف رسمي: احتفظت بها في مكتبه وبعد ذلك طلبوه للحديث عن دور الحشرات في الكشف عن حالات الوفاة وبحث في الأوراق التي حصل عليها من المؤتمر السابق في أستراليا حيث اكتشف بعد ذلك وجود علم أسمه علم حشرات البحث الجنائي والطب الشرعي وهو موجود وله قواعد معينة في أوروبا وأميركا وأستراليا ومعمول به هناك وتوجد وظيفة خبير حشرات البحث الجنائي وهو يقدم تقريره ويستدل به في الكشف عن حالات الوفاة الجنائية
ويتابع: تعتمد فكرة هذا الكشف على الربط بين توقيت الوفاة وما يظهر على الجثة من نوع معين من أنواع الذباب وهذا النوع نطلق عليه ذباب أزرق وهو ذباب مختلف تماما عن الذباب المنزلي حيث يضع هذا الذباب الأزرق بيضه على الجثة ومن خلال هذا العلم يستطيع الأخصائي تحديد تاريخ الوفاة أو وقوع الجريمة أو بمعنى أدق يؤدي الذباب دور المخبر الخاص.
ويقول الدكتور رسمي: بالإضافة إلى أن حشرة الذباب الأزرق يتم من خلالها تحديد مكان القتل حيث أن الجثة التي تحدث لها الوفاة في المناطق الحارة يختلف فيها الذباب عن نظيره الموجود في المناطق المعتدلة، ويمكن من خلال عينة من الحشرة الزرقاء الموجودة على جثة لشخص بيان ما إذا كان هذا الشخص توفي أثر تعاطيه الهيروين أو أثر إصابته بحالة التسمم من خلال تحليل الحشرة الموجودة على جسم المتوقي وتحديد سبب الوفاة.
ويشير إلى إنه بالبحث في هذه الحشرات التي تتغذى على الجثة اكتشفنا أنها تحمل فوق ظهرها أنواعا من العناكب تعيش معيشة تكافلية مع الذباب الأزرق ثم يهبط العنكبوت على جسم الجثة ويضع بيضه ويكمل دورة حياته على الجثة.. وعند البحث في التربة التي يتم دفن الموتى فيها وجد أنواع أخرى من العناكب كما وجد أنواعا مختلفة من هذه العناكب تعيش في المياه وتتغذى على الجثث الغارقة.
ويستطرد قائلا "بعد حدوث الوفاة يفرز الجسم أنزيمات عدة يكون الهدف منها إجراء عمليات تحليلية عدة وينتج من إفراز هذه الإنزيمات انتفاخات ومع زيادتها تحدث عملية انفجار للمعدة مع كل مرحلة تتغذى الحشرات المختلفة على الجسم دون تعارض فيما بينها.
ويطالب الدكتور رسمي بدراسة المقابر وإجراء البحوث عليها وأن يكون هذا العلم مطبقا في كليات العلوم وفي كليات الطب وتجرى أبحاث يتم تدريسها حول الحشرات الحاملة للعناكب كما دعا إلى ضرورة إقرار تشريعات تسمح باعتماد النتائج النهائية
منقول