هل يتوج الزمالك بطلا لكأس مصر؟
جاءت الهزيمتان المتتاليتان اللتان تعرض لهما الزمالك في نهاية الدوري أمام الاتصالات وبتروجيت على الترتيب "بثلاثيتين" وفقدان الزمالك للمركز الثاني المفضل لديه في الدوري ليفقد فرصة المشاركة في دوري أبطال إفريقيا لتطرح تساؤل هام لجماهير الفريق الأبيض وهو هل سيستطيع الزمالك الفوز على إنبي يوم الأحد المقبل والتتويج بنهائي كأس مصر؟
فهزيمة الزمالك أمام الاتصالات توقع البعض أن تكون "مرتبة" من قبل اللاعبين والجهاز الفني تعاطفا مع الاتصالات على طريقة "تعاطفا مع غزة" ولكن جاءت الهزيمة من بتروجيت لتؤكد تراجع مستوى الزمالك مجددا وخاصة خط دفاعه الذي تلقى ستة أهداف في مباراتين.
وفشل الزمالك في تحقيق الهدف المنشود وهو المركز الثاني ويكون هذا الموسم هو الأسوأ للزمالك في تاريخه من حيث عدد الهزائم حيث خسر الفريق تسع مرات في الدوري ليحطم رقمه القياسي السلبي بالهزيمة ثماني مرات موسم 2004-2005.
وتسعون دقيقة فقط هي عمر لقاء الزمالك مع إنبي يوم الأحد في نهائي كأس مصر، ولكنها ستكون حاسمة وتاريخية في عمر النادي الأبيض وفي مستقبله الكروي، فلن ترضى جماهير الزمالك بأي شىء سوى بالفوز باللقاء وبالتتويج "بالكأس" الذي سيطفىء ظمأ جماهير الزمالك المتعطشة للبطولات منذ فترة طويلة خاصة بعد فقدان المركز الثاني.
ويتمنى جمهور الزمالك تحقيق كأس البطولة بأي شكل وبأي طريقة سواء باللعب والأداء الجيد أو بركلات الترجيح أو بالحظ أو حتى بالظلم التحكيمي، فالتاريخ لن يذكر كل ذلك، ولكنه سيحتسب بطولة غائبة عن الفريق منذ أربع سنوات.
فأخر بطولة حققها الزمالك كانت درع الدوري موسم 2003-2004 ومنذ ذلك الحين وحتى الأن لم يحقق الزمالك أي بطولة تذكر سواء محلية أو إفريقية أو عربية أو حتى دورة رمضانية.
ومنذ ذلك الحين شارك الزمالك في 18 بطولة مختلفة ومتتالية خسرها جميعا ولم ينجح في الوصول لمنصة التتويج في أي منها، فخسر درع الدوري أربع مرات متتالية، وكأس مصر أربع مرات متتالية، وكأس السوبر المصري ثلاث مرات (من بينهم مرتين بالانسحاب) ودوري أبطال إفريقيا ثلاث مرات، ودوري أبطال العرب أربع مرات متتالية.
واذا رجعنا إلى تاريخ الزمالك منذ نشأته في عام 1911 وحتى الأن سنجد أن الجيل الحالي للزمالك هو الأسوأ في تاريخ النادي الأبيض على مدار عصوره، حيث لم يسبق لأي جيل أخر أن شارك في 18 بطولة متتالية ولم يفز بأي منها.
وتأتي مباراة نهائي كأس مصر فرصة كبيرة للزمالك للعودة لطريق البطولات، خاصة بعدما ودعت الفرق الكبيرة البطولة منذ أدوارها الأولى في سلسلة مفاجأت متوالية ليخلو الطريق أمام الزمالك ويصل إلى النهائي بدون أي تعب أو مشقة.
فالزمالك في طريقه إلى النهائي وحتى في اللقاء النهائي للبطولة لم يقابل الفريقين الكبيرين الأهلي والاسماعيلي، كما لم يواجه أي فريق جماهيري مثل الاتحاد والمصري وغزل المحلة والتقى مع خمسة فرق ليس لديها جماهير، كما لم يلتق مع الفرق التي قدمت مستوى رائع في الدوري مثل طلائع الجيش أو بتروجيت.
ويتمنى جمهور الزمالك تحقيق الكأس بأي طريقة سواء بالأداء الجيد أو بركلات الترجيح أو بالحظ أو حتى بالظلم التحكيمي، فالتاريخ لن يذكر كل ذلك، ولكنه سيحتسب بطولة غائبة عن الفريق منذ أربع سنوات.
ومر الزمالك من خلال فرق درجة ثانية في دوري الـ32 والـ16 وهي كهرباء الاسماعيلية ومالية كفر الزيات، قبل أن يلتقي مع أسمنت السويس "الهابط" في دور الثمانية، والتقى الزمالك في الدور قبل النهائي مع حرس الحدود الذي تراجع مستواه بشدة هذا الموسم وتخطاه الزمالك بصعوبة 2-1، قبل أن يلتقي بانبي في المباراة النهائية وهو فريق جيد ولكن معظم لاعبيه من الشباب ولا يمتلكون خبرة المباريات الصعبة أو طموح البطولات وليس لديه جماهير تسانده.
وما سيساعد الزمالك أيضا على التتويج بالكأس هو أنه خاض كافة مبارياته الخمسة في البطولة بما فيهم المباراة النهائية على ملعبه ووسط جماهيره.
أما أهم عامل يمنح الزمالك فرصة ذهبية للفوز بالبطولة فهو ابتعاده عن ملاقاة الأهلي والذي يمثل "البعبع" للزمالك في السنوات الأربعة الأخيرة.
فالأهلي هو من يحصد درع الدوري على حساب الزمالك دائما، كما أن الزمالك تأهل للمباراة النهائية لكأس مصر في العامين الماضيين وخسر اللقب أمام الأهلي في نهائي البطولة، وانسحب الزمالك من لقاء كأس السوبر في العامين الماضيين عندما علم أن منافسه سيكون الأهلي، وحتى في دوري أبطال إفريقيا قام الأهلي باخراج الزمالك عندما التقيا معا في الدور قبل النهائي العام قبل الماضي.
خلاصة الكلام
لاعبو الزمالك يجب أن يعلموا حجم المسؤولية الملقاة على عاتقهم في مباراة إنبي، فهم ليس لديهم أي حجج أو مبررات يسوقونها في حالة الهزيمة، وسيدخلون وقتها التاريخ ولكن من الأبواب الخلفية لأنهم سيصبحوا وقتها أسوأ جيل في تاريخ الزمالك.
ولن يشفع لمجلس إدارة الزمالك ولن يرضي جماهير الزمالك تحقيق كافة البطولات في الألعاب الأخرى مثل اليد والسلة والطائرة أو حتى "البلي" مسافات طويلة في حال خسارة كأس مصر.
وفي رأيي الشخصي أن الزمالك سيفقد العديد من جماهيره في حال خسارته لنهائي كأس مصر وسيتجه بعضهم إلى تشجيع الأهلي المنافس اللدود، ويتجه البعض الأخر لتشجيع أندية انبي وبتروجيت وطلائع الجيش وحرس الحدود، وقد يمتنع البعض الأخر عن مشاهدة كرة القدم مطلقا.
نقطة أخيرة
مباراة نهائي كأس مصر ستكون حاسمة في تاريخ الزمالك، فإما أن يستعيد الزمالك ذاكرة البطولات ويعود منافسا قويا للأهلي في البطولات المحلية والإفريقية ويعود قطبا ثانيا للكرة المصرية، وإما أن يدخل الزمالك في سلسلة جديدة من المشاكل والصراعات قد تبعد الفريق تماما عن المنافسة على البطولات. وربما يصبح الزمالك في المستقبل تاريخا وناديا عاديا مثل أندية كانت عريقة سابقا مثل الترسانة والمقاولون العرب والسكة الحديد والترام.