ال باحثون كنديون ان أي ضربة على الرأس من شأنها ان تفقد الشخص وعيه يمكن ان تؤدي الى تلف كبير في نسيج المخ وهو ما يفسر أن بعض الاشخاص الذين يتعرضون لاصابات بالرأس لا يعودون ابدا كما كانوا.
وقال الباحثون انه كلما كانت الاصابة أشد كانت الخسارة اكبر في نسيج المخ.
وقال بريان ليفاين من معهد روتمان للبحوث وجامعة تورونتو الذي نشرت دراسته في دورية "علم الاعصاب" انه "يحدث تلف اكبر واوسع نطاقا مما كنا نتوقعه".
ودرس ليفاين فحوصا على المخ تخص 69 مريضا لحقت بهم اصابات في المخ ناتجة عن صدمات وتراوحت اصاباتهم في الرأس بين خفيفة الى متوسطة أو حادة. واستخدم الباحثون التصوير بالرنين المغناطيسي لدراسة التغيرات في حجم المخ بعد عام من الاصابة.
واجروا تحليلا بالكمبيوتر لهذه الصور ووجدوا انه حتى المرضى الذين تعرضوا لاصابات خفيفة بالمخ لم تترك ندبات تقلص حجم المخ لديهم.
وقال ليفاين في مقابلة بالهاتف "عندما تتعرض لضربة على الرأس فانها تتسبب في رد فعل كيميائي عصبي في خلايا المخ بما يؤدي الى موت خلايا". "وكلما ماتت خلايا اكثر قل النسيج لديك".
وكل المرضى الذين شملتهم الدراسة كانت لديهم اصابات شديدة لدرجة استدعت دخولهم المستشفى. وقال ليفاين "كمية النسيج المفقودة تبدو مرتبطة بحدة الاصابة وطول فترة غياب الشخص عن الوعي بعد الضربة".
وقال ان الدراسة تساعد في تفسير السبب الذي يجعل بعض الاشخاص الذين تعرضوا لاصابات بالمخ يعانون دائما من مشاكل بالذاكرة وتغيرات في المزاج وتشوش وتقلص السرعة في معالجة المعلومات.
واضاف "ما تفعله هذه الدراسة هي انها تطلعنا على التغيرات الاساسية في بنية المخ التي قد ترتبط بهذا العجز".
وقال ليفاين ان التقلص في حجم المخ شمل المناطق الامامية والخلفية واصاب اكبر الضرر المادة البيضاء وهي نسيج يشكل شبكة الاتصالات بالمخ.
وقال "ما تتعرض له بشكل اساسي هو تراجع في قدرة المخ على التوصيل. وهو امر ضروري للمعالجة بكفاءة في المخ". "وعندما يكون لديك خسارة بسيطة في تلك المادة حتى لو كانت بين خمسة الى عشرة في المئة فسيكون لها اثر كبير على السلوك".
وقال ليفاين ان الدراسة لا تعني ان الاشخاص الذين تعرضوا لاصابات خفيفة بالمخ سيواجهون عجزا لكن ربما يساعد ذلك في تفسير سبب عدم تعافي بعض الناس تماما من اصابات بالرأس
منقول